مشاهدات: 517 views alshargi.us diwan
في قرية بعيدة كان هناك شاب يدعى سعيد، وكان سعيد يعيش مع والدته، إلّا أنهما لم يكونا يملكان إلا بقرة وحيدة نحيفة لا تدر الكثير من اللبن، فطلبت الأم من سعيد أن يصطحب البقرة إلى السوق ليبيعها، لأنهما لا يملكان المال الكافي لإطعامها، توجه سعيد إلى السوق لينفذ رغبة والدته، وفي الطريق قابله رجل وسأله: أين تذهب بتلك البقرة؟ فأجابه : إنني ذاهب إلى السوق لأبيعها كما طلبت أمي، فقال له الرجل: حسناً، أنا سأشتريها منك مقابل بعض الحبوب السحرية التي ستجعلك غنياً بطريقة ما، فكّر سعيد قليلاً ثم وافق على عرض الرجل، وأخذ منه مجموعة من حبوب الفاصوليا الحمراء، وعاد إلى البيت حائراً تُرى كيف ستجعله مجموعة الحبوب هذه غنياً؟
وصل سعيد إلى المنزل فسألته والدته: هل بعت البقرة يا سعيد؟ أجاباها: نعم، فسألته عن الثمن الذي باع به البقرة فأخبرها بما حدث وأعطاها ما أحضر من حبوب، غضبت الأم غضباً شديداً وجنّ جنونها؛ فالبقرة الهزيلة كانت آخر ما يملكان، وأمسكت حبات الفاصولياء ورمتها من النافذة، حزن سعيد جدًا لأنه أغضب والدته وأضاع بقرتهما الوحيدة بلا مقابل، وتوجه إلى فراشة دون أن يتناول عشاءه، وظلّ يفكّر بما حصل حتى غلبه النعاس. استيقظ سعيد في الصباح إلا أنّه لم يلاحظ تسلسل أشعة الشمس الذهبية إلى غرفته كالعادة!
فاستغرب من ذلك وذهب ينظر من النافذة، فوجد نبتة ضخمة لم يرَ مثلها قط، تعجّب جاك وتتبع أصل هذه النبتة فوجد أنّها حبات الفاصولياء السحرية، قرر سعيد القيام بمغامرة كبيرة فقام وتسلق النبتة الضخمة بصعوبة، وأخذ يصعد ويصعد حتى وصل آخرها، نزل الشاب عن قمة الشجرة فوجد قصراً عملاقاً إلى جانبها، دخل سعيد القصر والدهشة تعتريه، فوجد مجموعة من الهياكل العظمية التي تقوم بحراسة وحش عملاق، ذُعر سعيد إلّا أنّه قرر أن يستمر في مغامرته، كان الوحش نائماً حين دخل سعيد ولكن الهياكل العظمية قامت بإصدار بعض الأصوات لتنبه العملاق حين رأت سعيد، فاستيقظ من نومه ينظر حوله، فهرب سعيد على الفور واختبأ خلف أحد الكراسي , قام العملاق وأخذ يبحث في القصر فلم يجد شيئاً، فتوجه إلى المطبخ وتناول اللحم، ثم أخرج من جيبه كيساً من النقود الذهبية ووضعها فوق الطاولة، ثم عاد ودخل في نوم عميق، خرج سعيد مسرعاً وتناول كيس النقود، ونزل عائداً إلى بيته، ثم أعطى لوالدته الكيس، تعجبت الأم وسألت من أين أحضرت تلك النقود؟ فحكى لها عما حدث تعجبت الأم ولكنها فرحت بالنهاية.
وفي اليوم التالي عاد سعيد وتسلق النبتة من جديد ودخل القصر بهدوء، فوجد العملاق نائمًا أيضاً، إلّا أنّ الهياكل العظمية أصدرت بعض الأصوات التي أيقظت العملاق، فأخذ يبحث في القصر لكنه لم يجد شيئًا أيضاً، ثم ذهب إلى المطبخ وتناول اللحم، وأحضر دجاجة ووضعها على المنضدة، وقال لها: هيا بيضي بيضة ذهبية أيّتها الحمقاء، باضت الدجاجة بيضة ذهبية، فتناولها ووضعها في سلة البيض الذهبي وسعيد يراقب بدهشة ما يحدث، وينتظر حتى ينام العملاق ليأخذ الدجاجة ويهرب بها، أخذ سعيد الدجاجة ونزل مسرعاً إلى منزله وأعطاها لوالدته ففرحت بها كثيراً، مما جعله يقرر أن يذهب إلى قصر العملاق مجدداً.
وهذا ما حدث بالفعل، لكنه وجد العملاق مستيقظاً هذه المرّة يعزف على قيثارة، أعجب سعيد بصوت القيثارة، فاختبأ حتى نام العملاق وحاول الإمساك بها، ولكنها كانت قيثارة سحرية، فصرخت بصوت عالٍ: أنقذني يا سيدي إنه يحاول سرقتي، أستيقظ العملاق الغاضب وأخذ يطارد سعيد المذعور حتى كاد يمسكه، إلّا أنّ سعيد تسلّق النبتة سريعاً والعملاق يتبعه، وصل سعيد حديقة بيته وأسرع بالتقاط فأس كبير وقام بضرب جذع نبتة الفاصولياء ضربات عدّة حتى قطعها، فسقط العملاق سقطة شديدة ومات، فيما انتقل سعيد ووالدته إلى منزل جديد وقاما بشراء مزرعة كبيرة بها الكثير من الأبقار وعاشا بسعادة.
اترك تعليقاً