مشاهدات: 564 views
ديوان alshargi.us diwan
القرد والكلب والخرتيت أصدقاء تعارفوا منذ الصغر، يلعبون سوياً ويمرحون، يتشاركون طعامهم سوياً، فالقرد يحضر الموز والفول السوداني، ويحضر الكلب العظام، ويحضر الخرتيت العشب ويجلسون يأكلون، يتحابون فيما بينهم ويساعدون بعضهم البعض، إذا وجد القرد قطعة عظام في أرض الغابة أسرع بها إلى صديقه الكلب، وإذا مر الكلب بجانب شجر الموز لم يضيع الفرصة ويصعد ليجمع بعض الموز ليقدمه هدية لصديقه القرد، وإذا أصاب التعب الخرتيت جمع له صديقاه العشب من أرض الغابة وساعداه لكي يأكل ما يريد.
وفي يوم ما تواعدا الاصدقاء الثلاثة، وبعد أن أكلوا طعامهم بدأوا يلعبون ألعابهم الممتعة كالعادة… وبعض فترة لعب جلس الثلاثة يستريحون على العشب الأخضر… وبينما الحديث الشيق يأخذ مجراه والود والحب بينهم يزيد، ظهر الأسد من وراء الشجر يتربص بالأصدقاء الثلاثة، يريد أن يظفر بأحدهم فريسة يسد بها جوعه الشديد.
صاح القرد: الاسد الأسد.
شل الرعب حركتهم وتفكيرهم، ثم ما لبث القرد أن قفز إلى الشجر، أما الكلب فقد أسرع بالجري حتى ابتعد عن المكان.
حينئذٍ تذكر الصديقان أن صديقهما الخرتيت بطيء الحركة وأن حياته مهددة بالخطر.
وقف القرد فوق الشجرة ينظر إلى صديقه الخرتيت وقد أحاط به خطر الموت، أما الكلب فبعد أن ابتعد وقف والتفت إلى الخلف، فإذا به من بعيد يرى صديقه الخرتيت وقف وحده وجهاً لوجه أمام الأسد.
هم القرد بالقفز من الشجرة للدفاع عن صديقه ولكنه قال لنفسه: أي شيء سأفعله، إن نزلت إلى ساحة المعركة أمام الأسد، إن الأسد سوف يلتهمني في لمح البصر، ثم لن يكتفي بلحمي وسوف يميل على الخرتيت فقتله أيضاً، فالخرتيت مقتول لا محالة، إذن لا حاجة للنزول حتى تقل الخسائر.
اقترب الأسد أكثر من الخرتيت ولعابه يسيل، واخذ يدور حوله بينما أخذ الخرتيت وضع الاستعداد للقتال للدفاع عن نفسه.
فرح القرد بشجاعة الخرتيت، وتمنى أن لو خاف الأسد أو تراجع أمام استعداد الخرتيت للقتال، وبدء يشعر بالراحة، ولكن الأسد لم يتراجع، ولمعت عيناه أكثر وزاد زئيره منذراً باقتراب لحظات الهجوم وقتل الخرتيت.
تخيل القرد منظر الخرتيت مقتولاً والأسد ينهش لحمه، مما جعله ينتفض وينزع فرعاً من الشجرة التي يقف فوقها ويلقي به في اتجاه الاسد. ولكن الأسد لم يلتفت إليه، وظل يدور حول الخرتيت ويقترب أكثر منه.
حينئذٍ بقي القرد في مكانه، وشعر الخرتيت بخوف أكثر، واقتربت مقاومته من الانهيار، فنظر إلى الأعلى للقرد والتقت عيناهما… شعر القرد أن هذه نظرة وداع من صديقه الخرتيت، وإنه لن يرى الخرتيت بعد ذلك إلى وهو أشلاء قد بقيت من الأسد.
قال القرد لنفسه: هل أستطيع أن أرى صديقي وهو يقتل ويأكل ولا يبقى من جسده إلا قطع متناثرة من اللحم؟ وهل للحياة معنى بعد ذلك؟
بدء القرد يشعر أن أسنان الأسد التي سوف تغرس في جسد الخرتيت كأنها سوف تغرس في قلبه، شعر أن الاسد سوف يأكل قلبه في الوقت الذي سوف يأكل فيه الخرتيت، وهنا قرر القرد أن يقفز ويدافع عن صديقه وليكن ما يكون.
قفز القرد إلى الأرض وأخذ يشاغل الأسد، استفز نزوله الأسد فاتجه نحوه ليمسك به… وبعد قليل جاء الكلب أيضاً يجري أمام الأسد.
انشغل الأسد بمطاردة القرد والكلب عن الهجوم على الخرتيت.
هرب الخرتيت بينما صعد القرد مسرعاً فوق الشجرة مرة أخرى، وانطلق الكلب بسرعة بين الشجر.
لم يستطع الأسد الإمساك بأي منهم فأنصرف غاضباً يبحث عن صيد آخر… بينما التقى الأصدقاء الثلاثة خلف الوادي، وتعانقوا في موقف اختلطت فيه الضحكات بالدموع.
قال الخرتيت لصديقيه: لقد عرضتم أنفسكما للخطر من أجلي، فقال القرد والكلب في صوت واحد:
وهل يعرف الصديق إلى في وقت الشدة ا الضيق؟؟؟
♧قصة المثل ومنْ يصنع المعروفَ في غير أهله ِ.
شكرا على متابعتكم لنـــــا.
اترك تعليقاً